حول حكم عمل المرأة ماشطة ( كوافيرة ) وما هي ضوابطه الشرعية وحول حكم نتف المرأة الحواجب وتهذيبها ، وإليكم نص الفتوى :
"يندب في الإسلام تحسين الهيئة والمظهر بوجه عام ، حيث جاء في سنن أبي داود عن النبي صلّى الله عليه وسلّم : " أصلحوا رحالكم وأصلحوا لباسكم حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش" ويتأكد الأمر بحق الزوجة لزوجها بل قد اعتبره أهل العلم لونا من ألوان العبادة لله تعالى ، لما يتحقق بذلك من العفة لزوجها ، وإذا أمرها زوجها بذلك وجب عليها ، فقد روع عبد الرزاق في مصنفه عن امرأة بن أبي الصقر: أنها كانت عند عائشة رضي الله عنها فسألتها امرأة فقالت:" يا أم المؤمنين إن في وجهي شعرات أفأنتفهن، أتزين بذلك لزوجي؟ فقالت عائشة:" أميطي عنك الأذى، وتصنعي لزوجك كما تصنعين للزيارة، وإن أمرك فأطيعيه، وإن أقسم عليك فأبريه، ولا تأذني في بيته لمن يكرهه."..
وبناء على ذلك لا مانع شرعا بعمل المرأة في صالون تجميل مع مراعاة الضوابط التالية :
1- ألاّ تطلع الماشطة ( الكوافيرة) على عورة المرأة ، وحدود عورة المرأة أمام المرأة ما بين السرة والركبة .
2- أن تمتنع عن وصل شعر النساء بشعر طبيعي ، وأمّا الوصل بشعر اصطناعي أو الخيوط أو الحرير فلا مانع ، وبناء على ذلك لا يمنع لبس الباروكة لأنّها ليست طبيعية وليس في ذلك تدليس ، وذهذ ما أيّده أد . الزحيلي تأصيلا على مذهب الشافعية .
3- أن تمتنع عن عمل الوشم وهو : تغيير لون الجلد بزرقة أو خضرة، أو سواد.
وذلك عن طريق الوخز بالإبر وحشو ما تحت الجلد .
4- أن تمتنع عن نتف شعر الحاجبين، أو ترقيقهما، وحسبها أن تأخذ ما فوق الحاجبين، وما تحتهما، وما بينهما ، فالتهذيب لا مانع منه شرعا وإنّما يحرم ترقيقهما على هيئة الفاجرات ، وهذا مذهب كثير من أهل العلم .
ولا يمنع أن تزيل شعر الوجه، والإبط، واللحية، والشارب، غير أنه ليس لها أن تزيل لها شعر العانة؛ لأن فيه اطلاعا على العورة.
5- أن تمتنع عن تزيين الوجه للمتبرجة التي تظهر حسنها أمام الناس؛ لأنه من التعاون على الإثم.
6- لا مانع من صبغ الشعر بأي لون كان ، إلاّ اللون الأسود لغير المتزوجة ، لأنّ في ذلك تدليس وغش للخطّاب .
7- لها أن تزين الوجه بما تطلبه النساء بكافة أنواع المساحيق، ومستحضرات التجميل طالما أنها غير متبرجة."
والله تعالى أعلم
المفتي د. مشهور فوّاز محاجنه .. أستاذ الفقه وأصوله في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية وكلية غرناطة ومدير مكتب الدراسات العليا في الجامعة الأمريكية المفتوحة -وعضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين.